استئناف مفاوضات فيينا الثلاثاء.. روحاني يصفها بالناجحة لولا بعض التحفظات وظريف يبدي استعدادا لحوار إقليمي

قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تصريحات من بغداد، إن طهران مستعدة لحوار إقليمي على أساس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول

تستعد أطراف الاتفاق النووي لاستئناف مفاوضات فيينا غدا الثلاثاء، وسط حراك دبلوماسي وحديث إيراني عن تقدم في المفاوضات، وتكتم أميركي بشأنها.

واستبق الرئيس الإيراني حسن روحاني استئناف المحادثات بتصريحات قال فيها إن مفاوضات فيينا بشأن الملف النووي تشهد تقدما ملحوظا، ولولا بعض التحفظات السياسية لأمكنه القول إنها مفاوضات ناجحة، وفق تعبيره.

وأضاف روحاني أن مجموعة "4+1" أقرت مع الولايات المتحدة بضرورة رفع العقوبات؛ ووصف ذلك بأنه إنجاز في طريق إحياء الاتفاق النووي، حسب تعبيره.

بيد أن ناطقا باسم الخارجية الأميركية رفض التعليق على موضوع العقوبات الأميركية على طهران وما إذا كان حصل تفاهم على تخفيفها.

وقال ردا على سؤال للجزيرة إنه لن يعلق على أي تفاصيل بشأن قضية تخفيف العقوبات لأنها موضع بحث، ولكنه أكد أن محادثات فيينا كانت "بناءة ولكنها ليست حاسمة ونتطلع للاستمرار فيها".

استئناف مفاوضات فيينا

وقال الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين، إن المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني في فيينا ستستأنف غدا الثلاثاء برئاسة المدير السياسي للاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، في حين قال الرئيس الإيراني إنها تشهد تقدما ملحوظا.

وأضاف الاتحاد الأوروبي في بيان "سيواصل المشاركون مناقشاتهم لبحث إمكانية عودة الولايات المتحدة (للاتفاق) وكيفية ضمان التنفيذ الكامل والفعال (له)".

بعد الدوحة.. ظريف في بغداد

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تصريحات من بغداد، إن طهران مستعدة لحوار إقليمي على أساس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، في حين أكد الرئيس العراقي، برهم صالح، ضرورة العمل والتنسيق المشترك والتزام الحوار لتجاوز التحديات.

وقال ظريف في مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي، فؤاد حسين، إن طهران جاهزة لأي اقتراحات بشأن الملف النووي، وإنها تأمل أن تتبنى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سياسة معقولة، وتنفذ تعهداتها، وتعود بسرعة للاتفاق النووي.

وأكد أنه أجرى حوارات جيدة مع نظيره العراقي، مشيرا إلى أن العراق وإيران يعيشان معا في المنطقة، بينما يأتي الآخرون ويرحلون.

كما أكد معارضة بلاده بعض الأعمال العسكرية في العراق ضد المواقع الدبلوماسية، وأبدى استعداد طهران لمساعدة بغداد على منع مثل هذه الأعمال.

وتستمر زيارة ظريف لبغداد يومين، يلتقي خلالهما عددا من كبار المسؤولين ويزور 4 محافظات عراقية.

دعوة للحوار لتجاوز التحديات

من جانبه، قال الرئيس العراقي برهم صالح، خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني في بغداد، إن بلدان المنطقة تواجه تحديات عدة، وينبغي العمل والتنسيق المشترك والتزام الحوار لتجاوزها.

وبدروه، قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إن سياسة الحكومة العراقية تقوم على دفع الوضع في المنطقة إلى التهدئة.

وأضاف، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في بغداد، أن الهدوء في المنطقة يعود بالفائدة والأمن على الداخل العراقي أيضا.

خميس الخنجر يستقبل جواد ظريف
خميس الخنجر خلال لقائه جواد ظريف في بغداد (الجزيرة)

ضرورة وجود تفاهم إقليمي

من جهة أخرى، أكد الأمين العام لتحالف المشروع العربي في العراق خميس الخنجر، ضرورة وجود تفاهم حقيقي بين دول المنطقة من أجل تجنيب شعوبها مخاطر الصراعات وتحقيق السلام للجميع.

وشدد الخنجر خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ببغداد على أهمية أن تكون علاقة العراق مع إيران ضمن مبدأ احترام السيادة وحسن الجوار وتقريب وجهات النظر في القضايا الخلافية على مستوى المنطقة.

وبارك الخنجر ما وصفه بالخطوات الإيجابية في التقارب بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

مشاورات ممتازة في الدوحة

وأمس الأحد، نقل وزير الخارجية الإيراني لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رسالة شفهية من الرئيس الإيراني، حسن روحاني، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما التقى ظريف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، وبحث الجانبان ملفات عدة، من بينها القضايا التي تهم المنطقة.

وقال ظريف، إثر ذلك، إنه أجرى مشاورات ممتازة مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.

وأضاف في تغريدة، أن المشاورات تناولت توسيع العلاقات الثنائية البناءة، وتعزيز التنسيق في القضايا الإقليمية والعالمية؛ وقال إن مبادرة الأمل هي نهج إيران في المنطقة، وإن الجيران هم أولوية بالنسبة لطهران.

أمن المنطقة

وفي سياق ذي صلة، جددت إيران رفضها لمبدأ "خطوة مقابل خطوة" بشأن العودة للاتفاق النووي، بالتزامن مع إرسالها وفدا إلى فيينا للتباحث بشأن الملف، بينما طالبت بحوار إقليمي لضمان أمن المنطقة، وأكدت استعدادها لتسوية خلافاتها مع السعودية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن بلاده لن تقبل أي مقترح حول الملف النووي يعتمد على مبدأ "خطوة مقابل خطوة".

وأضاف "موقفنا بشأن ضرورة رفع العقوبات الأميركية لم يتغير، ونطالب برفعها كافة". وشدد على أنه لا حاجة لمفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع واشنطن لتعود إلى الاتفاق النووي.

وأوضح زاده أن الوفد الإيراني المفاوض سيتوجه إلى فيينا اليوم، الاثنين، لمواصلة المفاوضات وحضور اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي؛ لكنه حذر من أن بلاده ستنسحب من مفاوضات فيينا إذا لم تلمس إرادة سياسة كافية لرفع العقوبات، وفق تعبيره.

وكانت القوى العالمية وإيران اختتمت الأسبوع الماضي جولة من المحادثات في فيينا، بهدف إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.

كما بحثت الجولة عودة إيران للامتثال لبنود الاتفاق التي تنصلت منها ردا على الموقف الأميركي.

وفي وقت سابق، علق الرئيس الإيراني، حسن روحاني، على مفاوضات الجولة السابقة بالقول إنها اكتملت بنسبة تتراوح ما بين 60% و70%، وقال إنه يمكن حل الخلاف بسرعة إذا تصرفت الولايات المتحدة "بنزاهة".

وأمس الأحد، كشف عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، عن حصول تفاهمات بشأن رفع العقوبات الخاصة بالنفط والبنوك والتعاملات المالية؛ لكنه لم يقدم معلومات أكثر تفصيلا بشأن هذه التفاهمات.

وفي سياق آخر، قال زاده إن التحركات الإسرائيلية ضد بلاده لن تبقى دون رد، وإن طهران لن تسمح لإسرائيل بزعزعة أمن المنطقة.

وأشار زاده إلى أن أمن المنطقة لن يتحقق إلا عبر الحوار الإقليمي، وأن هذا هو المسار الوحيد الذي يخدم مصالح دول المنطقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات