ما وراء الخبر

هل تنجح حكومة الوفاق بطرد تنظيم الدولة من سرت؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” دعوة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراح إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة من مختلف الجهات والوحدات، بهدف طرد تنظيم الدولة الإسلامية من سرت.

قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج إنه قرر البدء في التواصل مع جميع القيادات العسكرية في البلاد لمباشرة ما سمّاها عملية تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية.

حلقة الجمعة (29/4/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت دعوة السراج إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة من مختلف الجهات والوحدات بهدف طرد تنظيم الدولة من سرت.

وشهدت الحلقة سجالا وانقساما حادا بين اثنين من ضيوفها الليبيين بشأن هذه العملية العسكرية، حيث قال رئيس كتلة السيادة الوطنية بمجلس النواب الدكتور خليفة الدَّغَاري إن المجلس لم يمنح الثقة للسراج، وما يقوله بشأن معركة سرت أمر سابق لأوانه.

وأضاف الدَّغَاري الذي كان يتحدث من مدينة المرج شرقي ليبيا، أن السراج لا يملك القوة الموجودة على الأرض، ولا يزال عقيلة صالح هو القائد الأعلى للجيش الليبي وليس السراج".

ووصف الدَّغَاري اللواء المتقاعد خليفة حفتر بأنه "مجرد جندي مقاتل لا علاقة له بالسياسة، ويتلقى التعليمات من القائد الأعلى للجيش الليبي عقيلة صالح، وهذا الجيش موجود في غرب وجنوب ليبيا وقادر على حسم معركة سرت".

كما وصف حكومة السراج بأنها حبر على ورق وأنها تمارس أعمالها تحت حماية المليشيات في طرابلس ولم تمثل أمام مجلس النواب.

التواء وتدليس
في المقابل أكد أشرف الشح عضو لجنة الحوار السياسي الليبي وأحد الموقعين على الاتفاق السياسي، أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني هو القيادة العليا للجيش الليبي وليس عقيلة صالح أو حفتر أو غيرهما، وأي حديث خلاف ذلك هو محاولة للالتواء والتدليس على نصوص الاتفاق السياسي.

وأعرب عن أسفه لأن هناك أطرافا تحاول استغلال المعركة ضد تنظيم الدولة في سرت لعرقلة وإفشال الاتفاق السياسي، معتبرا أن مجلس النواب -الذي لا يملك دستوريا أن يمدد ولايته- يجب أن يحقق ما هو مطالب به من الاعتراف بحكومة الوفاق بحسب ما نص عليه الاتفاق السياسي.

واتهم الشح الذي كان يتحدث من طرابلس، اللواء المتقاعد حفتر الذي قال إنه لا يعترف بحكومة الوفاق أو الاتفاق السياسي، بأنه يريد التحالف مع حركة العدل والمساواة السودانية لمساعدته في المعركة ضد تنظيم الدولة في سرت، كما أرسلت له مصر والإمارات ألف سيارة عسكرية للتوجه إلى سرت".

وأضاف أن "محاولات حفتر كلها محاولات يائسة، وكل القوى المنضبطة في المنطقة الغربية ستتصدى له"، داعيا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق إلى الإسراع بتشكيل غرفة العمليات للمعركة وجمع أكبر عدد من الليبيين حول هذا الهدف.

المشكلة الحقيقية
من جهته اعتبر الباحث الجزائري صلاح القادري أن معركة سرت ضد تنظيم الدولة لن تكون المدخل الرئيسي لجمع وتوحيد كل الليبيين، لأن هناك أطرافا تريد أن تحرر المدينة من التنظيم بصورة فردية لتحقيق أهداف سياسية وإستراتيجية تكسبها شرعية دولية وتكسبها قوة سياسية وتفاوضية في أي عملية سياسية.

وقال إنه لو كانت المصلحة الوطنية العليا والمسار الثوري وتحرير الوطن من سطوة تنظيم الدولة هي أهداف كل الأطراف الليبية لأمكن تحقيق انضباط عسكري يشمل جميع الليبيين من أجل استعادة سرت من تنظيم الدولة، ولكن هذا غير موجود.

ورأى القادري أن المشكلة الحقيقية في ليبيا ليست في تنظيم الدولة الذي جاء وجوده في ليبيا نتيجة لنجاح ما سماها قوى الثورة المضادة في صناعة ليبيا ما بعد الثورة، وإنما المشكلة في عدم توافق القوى الليبية وتبادلها الاتهامات التي لا يمكن أن تؤدي إلى توافق سياسي.

وقال إن الوفاق بين الليبيين حول المعركة ضد تنظيم الدولة في سرت لن يحدث، وإن المعركة قد تحدث بنجاح حكومة التوافق في ضم قوى أكبر وفرض المعركة كأمر واقع يعتمد على دعم القوى الخارجية.