ما وراء الخبر

إرهاب وإسلام.. لماذا الإصرار على الربط بينهما؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” الأسباب التي دفعت المستشارة الألمانية للحديث عن إرهاب إسلامي رغم دعوتها للتفريق بين الإسلام والإرهاب، والانعكاسات المحتملة لاستمرار الربط بين الإسلام والإرهاب على المسلمين.

سلط برنامج "ما وراء الخبر" السبت (2017/2/18) الضوء على دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام مؤتمر ميونيخللأمن والسياسات الدفاعية لإشراك الدول الإسلامية في الحرب على "الإرهاب الإسلامي" ومطالبتها بالتفريق بينه وبين الإسلام.

يأتي هذا بعد أسبوعين من توضيح حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إبلاغه لميركل أمام الكاميرات أن مصطلح "الإرهاب الإسلامي" في وصف اعتداءات ذات طبيعة إرهابية يقوم بها مسلمون غير منصف.

حاولت المسؤولة الألمانية التفريق بين الإسلام ومن ينفذون أعمالا إرهابية باسمه، لكن استخدام مصطلح "إرهاب إسلامي" يثير التساؤلات بشأن دور مثل هذه المصطلحات في ترسيخ صور نمطية لطالما عقدت حياة المسلمين في مختلف أنحاء العالم.

عضو برلمان ولاية فيينا ومجلسها البلدي عمر الراوي قدم في البرنامج مقاربة أخرى تفيد بأن ميركل تحدثت عن "إرهاب إسلاموي" وليس إسلاميا، مبينا أن هذا التفريق بين الإسلامي والإسلاموي هو ما يدرج عليه كل السياسيين المنصفين في أوروبا.

أما محلل الشؤون الأوروبية في مجلة تايم سيمون شاستر فقال إن كلمة المستشارة الألمانية أمام المؤتمر انصبت بدرجة كبيرة على دعوة الدول ذات الغالبية الإسلامية إلى المشاركة في محاربة الإرهاب، حتى لا يبدو أن التصدي له شأن غربي، وكذلك لإثبات أن المسلمين عموما هم ضد هذه الظاهرة.

وعن دعوة ميركل العلماء المسلمين إلى توضيح الفارق بين الإسلام والإرهاب، قال الراوي إن هذا أمر لا يتوقف النقاش فيه، فالمسلمون معنيون بالأمر لأنهم أمام يمين متطرف يفرح بوجود كبش فداء يحمله كل مصائب أوروبا، وكذلك أمام من يفجر نفسه أو ينفذ عملية إرهابية صارخا "الله أكبر" أو معتبرا ذلك جزءا من الجهاد.

وأضاف أن الوقوف في وجه "هذا الفكر العفن الضال" مسؤولية تقع على الجاليات الأوروبية المسلمة التي هي جزء من المجتمع، لافتا إلى تظاهرات خرجت في النمسا منددة بالأعمال الإرهابية ولكنها لم تكن بالشكل "الكامل".

أما التصاعد اليميني فيجد ضالته في المسلمين على وجه الخصوص، وهنا يصف شاستر بعض الوزراء والحكومات الغربية بالغباء حين يطلقون تصريحات تجد صدى لدى الأحزاب التي تبحث عن أصوات الناخبين.