الواقع العربي

مثقفو سوريا بين الحراك الثوري واستثمار النظام

ناقش برنامج “الواقع العربي”دور المثقفين في الحراك الثوري السوري، وكيف يستثمر النظام في استخدام النخب على مدى خمس سنوات من الثورة.
من النقيض إلى النقيض، وبكل الوجوه والأقنعة، ساهم كثير من المثقفين السوريين، كرها أو طواعية، في مراحل زمنية مختلفة ومتعاقبة، في دعم النظام السوري وخدمة أهدافه.

من مسرحيات دريد لحام إلى كتابات أدونيس، استثمر النظام -طويلا وكثيرا- جهود مثقفيه في ترسيخ حكمه، راقصا هو وأولئك على رفات كل شعارات الحرية والعدالة والقيم التي طالما خدروا بها شعبا يذبح الآن أيضا على وقع شعاراتهم المساندة لذلك النظام.

حلقة (30/4/2016) من برنامج "الواقع العربي" ناقشت دور المثقفين في الحراك الثوري السوري، وكيف يستثمر النظام في استخدام النخب على مدى خمس سنوات من الثورة.

وتعليقا على ذلك، وصف المعارض وزير الثقافة السوري الأسبق الدكتور رياض نعسان آغا المثقفين السوريين الذين وقفوا إلى جانب نظام بشار الأسد ضد الشعب وثورته بأنهم "ليسوا مثقفين حقيقيين، ونحن نعرفهم جيدا من خلال سلوكهم اليومي، فهم يتزلفون إلى النظام بطرق شتى ويبيعون بالمجان". 

وأضاف أن "هؤلاء عقولهم محشوة بالمعلومات وليسوا مبدعين عندما يغلب عليهم الموقف الطائفي والنفعي، فهم نفعيون وبعضهم أيديولوجيون وبذلك يخرجون عن دائرة المثقف الملتحم بالشعب"، معتبرا أن المثقف الحقيقي هو الذي انتصر للقيم والمبادئ ونادى بالحرية.

وعن الانتقادات التي وجهت لدريد لحام لانقلابه على قيم روّج لها وانحيازه للنظام ضد الثورة، قال آغا إنه لم يتفاجأ بموقف دريد لحام واصفا إياه بأنه مجرد ممثل فقط، أما من أبدع شخصية غوار الطوشة التي كان يجسدها دريد فهو الراحل نهاد قلعي الذي لو كان حيا لوقف إلى جانب الثورة وفي مقدمة صفوفها.

وأكد آغا أن الغالبية من المثقفين السوريين يقفون مع الثورة وعلى رأسهم صادق جلال العظم وهم مع الشعب ومع ثورته، "أما الباقون فليسوا مثقفين وهم أناس رخيصون وإمعات وليسوا في العير ولا في النفير، ويجب ألا يقتصر المشهد الثقافي في سوريا على أدونيس أو دريد لحام".

الفنان الحقيقي
من جهته، قال الممثل السوري جهاد عبدو إن الفنان الحقيقي هو الذي يتخذ موقفا إنسانيا وحقيقيا من القتل والتشريد الذي يحدث للشعب السوري.

وأوضح عبدو -الذي كان يتحدث من لوس أنجلوس- أن الاصطفاف إلى جانب النظام من قبل المثقفين أو رجال الدين ينبع أساسا من مسيرة طويلة تبدأ من الإعجاب ثم التزاوج بين مصلحتهم ومصلحة السلطة، ثم تمتزج تلك المصالح مع بعضها بعضا.

وقال إنه يشعر بالخذلان للشعب السوري من السياسات الدولية والحكومات التي تتفرج عليه وهو يذبح يوميا، وهي شريكة في تلك المأساة.

وأشار إلى أنه يعمل من خلال فنه وأعماله ومقابلاته على توصيل معاناة الشعب السوري للعالم، معربا عن أمله في أن يؤدي ذلك الغرض المطلوب.