تقدير موقف: قرار ترمب بشأن القدس الدوافع والمعاني والآفاق

Members of Islamic Defenders Front (FPI) burn a picture of U.S. President Donald Trump during a protest to condemn Washington's decision to recognize Jerusalem as Israel's capital, outside the U.S. embassy in Jakarta, Indonesia December 11, 2017. REUTERS/Beawiharta
متظاهرون إندونيسيون يحرقون صورة ترمب احتجاجا على قرار نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس (رويترز)

قال المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في تقدير موقف صادر عنه إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل جاء انتصارا لأنانيته واعتباراته السياسية الداخلية على حساب مقاربة عقلانية وواقعية للسياسة الخارجية.

وأضاف المركز في تقدير الموقف المعنون بـ "قرار ترمب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل: الدوافع والمعاني والآفاق" أن قرار ترمب يمثل انتصارا للمعسكر اليميني المتطرف في إدارته الذي تقوم حساباته على أن الفلسطينيين سوف يبتعدون عن طاولة المفاوضات فترة، ولكنهم لن يلبثوا أن يعودوا إليها.

وذكر تقدير الموقف رافضي القرار في إدارة ترمب وهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أي" مايك بومبيو في مقابل تأييد كل من نائب الرئيس مايك بنس، والسفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نكي هيلي، وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل ديفد فريدمان. كما أيده أيضا صهره ومستشاره جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات.

وعن سياق قرار ترمب، أوضح المركز أنه يأتي في ظل تسريبات عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مارس ضغوطا شديدة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته الأخيرة للسعودية لقبول المقترح الذي طرحه جاريد كوشنر عن "تأسيس ‘كيان فلسطيني في غزة وثلاث مناطق إدارية في الضفة الغربية في المنطقة أ والمنطقة ب و10% من المنطقة ج التي تضم مستوطنات يهودية" بحيث تبقى هذه المستوطنات على حالها.

وبموجب ذلك يُسقط الفلسطينيون حق العودة وتظل إسرائيل مسؤولة عن الحدود. "وبهذا المعنى يكون إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل استكمالا لجهود القضاء على طموحات الفلسطينيين في إنشاء دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة التي احتلت عام 1967، تكون عاصمتها القدس الشرقية، وهي في حد ذاتها تسوية تاريخية قبلها الفلسطينيون".

ورأى المركز -الذي يوجد مقره في العاصمة القطرية الدوحة– أن الرهان خلال المرحلة القادمة سيكون "عمليا على إرادة المقاومة لدى الشعب والقيادة الفلسطينيَين، ومدى قدرتهما على الصمود في وجه الضغوطات الأميركية والعربية أيضا، والإصرار على موقفهما بأن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا مؤهلا لرعاية العملية السلمية، والبحث في خيارات أخرى بعد ثبوت فشل خيار المفاوضات".

المصدر : الجزيرة